الجمعة، 9 سبتمبر 2011






عشقت المبدأ الذي عاش من أجله - حتى أصبح لي مُلهم الفكر والعلم والرسالة - وقبل سنة كتبت هذهِ المقالة عنه في مجلة المستثمرون - لأتفاجئ بإتصال من إبنته - الإستاذة نُسيبة بزيع الياسين - تقول لي بأن الوالد فرح جداً بأن رسالته وصلت للشباب ويتقدم لكِ بأحر التحايا والشكر - حينها علمت حجم التواضع الذي يسكن نفس ذلك الرائد - ولكم ما كتبت 


نظرة وإبحار .. 
عندما .. وقفت أمام هيبة عطاءه ..
لم أقوى .. إلا على الإبحار .. بعالمه !

رجل الاقتصاد الإسلامي الأول ورائد صناعة الخدمات المالية الإسلامية

الشيخ أحمد بزيع الياسين , نحن بك .. مقتدون !

وقفتنا الأولى .. مع رجل تنحني الحروف خجلاً أمام هيبة عطاءه , مع رجل أمن بأن  الصدق مع الله والعدل مع الناس ومحبتهم هو سر النجاح في أي عمل من الأعمال .
مع كوكب من العطاء ويقين بأن النجاح ليس سلعة تباع وتشترى وإنما هو توفيق من الله يأتي عندما يتوكل الإنسان على ربه ويخلص في عمله ويأخذ بالأسباب. معتبرا أن النجاحات المتتالية للمؤسسات المالية الإسلامية وما تحققه من أرباح هو نعمة تستحق منا الشكر لله تعالى.
مع رجل أثبت للعالم أجمع , بأن النجاح الحقيقي يبدأ من الاعتقاد بالشيء .. ومن ثم المجاهدة من أجل الوصول إليه , فـ كرس كل حياته .. للرقي برسالته وإخلاص نيته وتوكله على الله كان سبباً , لتأسيس بنوك إسلامية عديدة , غرس الخير .. فـ لم يجني إلا الثمر الطيب وحب الناس أجمع لسمو روحه وأخلاقه ..
نبراس الحق " الشيخ الوالد أحمد بزيع الياسين ..  "
من أين أبدأ ؟؟ وهو للخير مبدأ ؟؟ من أين أبدأ بحروفي عندما أرادت الكتابة عن رمزاً ونبراساً للاقتصاد الإسلامي بالعالم أجمع , من أين أبدأ بمسيرة عطاءه وهو الذي كانت له إسهاماته الواضحة في توجيه التجربة نحو الطريق الصحيح، ولا يزال مع أقرانه من العلماء والمعنيين بصناعة المال الإسلامية في جهد مستمر، لتوفيق الأدوات المالية المصرفية مع إحكام الشريعة الإسلامية، وإرساء قواعد التجربة وغرس جذورها. حمل عبء الدفاع عن تجربة العمل المالي الإسلامي في وجه منتقديه، ليكون احد المراجع 'الدسمة' وصاحب آراء معتدلة في معالجة قضايا وأوجه الاختلاف.. وهكذا، فعندما نتحدث عن المصارف الإسلامية والهيئات الشرعية، لا بد لنا من تذكر الياسين، لتعدد اسهاماته وبروز بصماته الواضحة في مسيرتها  ولنتعرف عنه عن قرب .. من خلال سطوري المتواضعة ..

قابلوه بابتسامة صفراء , ليزيد إصراراً .. وحباً للعطاء
توقع أن يكون الإقبال للعملاء لا يتجاوز ألفين خلال السنة الأولى , ولكن هذا العدد جاءهم بالأسبوع الأول !

ابتسامة صفراء .. وتحدي !!!
في الأربعينات كان يوجد في الكويت بنك تقليدي واحد، وكان قد تخرج من المدرسة المباركية عام 1942 من الثاني الثانوي الذي لم يكن يوجد أعلى منه في ذلك الوقت، وانخرط في العمل الإداري عند احد أعمامه في السوق التجاري ككاتب حسابات، ليدرك من خلال ممارسة هذا العمل حاجة الوطن الى بنوك لا تتعامل بالفائدة , وشق طريقه
 في اوائل الخمسينات وذهب إلى مدير هذا البنك وكان أجنبيا ليطلب منه فتح حساب استثماري لمشروع إسلامي، ولم يجبه الا بابتسامة صفراء، وهذا البنك الآن، والحمد لله، يحاول ممارسة أعماله المصرفية والاستثمارية نحو فتح منفذ إسلامي له بعد حوالي 54 عاما من هذا الحادث.وفي عام 1977 صدر مرسوم أميري لإنشاء بيت التمويل الكويتي ليمارس العمل في بداية عام 1978 برأسمال 10 ملايين دينار، حيث كان يعتقد انه اذا أتى عملاء لا يتجاوز عددهم الألفين في السنة الأولى فسيكون منهجا ناجحا ومرغوبا، ولكن هذا العدد جاء في الأسبوع الأول وتوالت الزيادة فـ سبحان الله كيف كلما أخلص المرء بنيته وهبه الكثير وكل خير . 





شكوك .. وبصر دون بصيرة !!
مسيرة عطاءه الزاخرة للخير لسنوات طويلة كانت تصادفها الكثير من الشكوك , كان لا يلتفت لمن يحاول إبعاده عن منهج دينه كان يقابل تلك الشكوك بالعمل والعمل والعمل , فمن يريد أن يقتنع ويفهم فـ تجربة الأكثر من ثلاثين عاما كفيلة بالجواب , أما المبصرون دون بصيرة .. فسيظلون كما هم حتى يفتح الله بصيرتهم ., وكأن يؤمن بأنه يرد عليهم بالأفعال وليست الأقوال , وسبحان من في السماء الذي كلما كان الشيخ أحمد الياسين يعمل من أجل نشر منهج الإسلامي الإقتصادي , كان يجد السخاء والعطاء من رب السماء , ونصرة الله للعمل الإسلامي ونجاحاته خير جواب لهم , فـ النجاح ليس سلعة تباع وتشترى وإنما هو توفيق من الله يأتي عندما يتوكل الإنسان على ربه ويخلص في عمله ويأخذ بالأسباب. و النجاحات المتتالية للمؤسسات المالية الإسلامية هي نعمة تستحق منا الشكر لله تعالى



سفك الدماء .. وأمنية !!


كان يتمنى  أن تعم المعاملات المشروعة المعمورة كلها لأنه اعتقد و أمن بأن الفتن الموجودة في العالم والحروب وسفك الدماء نتيجة للربا المنتشر في كل زاوية وكل ركن، وكان  يقول بأن الله سبحانه وتعالى أعلن الحرب في القرآن على المتعاملين بالربا، والرسول عليه الصلاة والسلام لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، لما فيه من ظلم فادح على البشرية، حيث ان المدين الذي حصل له عسر تتراكم عليه الفائدة حتى يفي بدينه او يعلن إفلاسه، وهذا الإعلان فيه خدش لكرامة الإنسان ,




.وأنا أقول لك يا شيخنا يا رجل الاقتصاد الإسلامي الأول ورائد صناعة الخدمات المالية الإسلامية
, بكم أنتم وبغرسكم لتلك المفاهيم سـ نكمل مسيرتكم ونقتدي
بعملكم لتتحقق كل أمانيكم ونسمو بعزة اقتصادنا وديننا وأخلاقنا , فنحن نؤمن  بأن الأخلاق والأبعاد الروحية ليست إطاراً أو ديكوراً للاقتصاد ولا حالة استثناء، بل هي الأصل في العملية الاقتصادية. فليست هناك أخلاق اقتصادية ولكن هناك اقتصاد أخلاقي استمد نوره من نوركم وإخلاصكم .. ليحفظك الله نبراساً ورمزاً شامخاً بهذا الوطن


همسة :: الشيخ أحمد بزيع الياسين ,يا من حملت راية الدين .. يا نبراساً شامخاً على مر السنين , نحن بك .. مقتدون .. وعلى خطاكم سائرين ..
 .

الكاتبة :: آلاء بدر السعيدي 
نٌشرت بمجلة المُستثمرون المختصة بجانب الإقتصاد الإسلامي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق